التكرار : طريق السلف في الحفظ
المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لياستعراض مشاركاتكمواضيع لم يتم الرد عليهاأفضل مواضيع اليوم افضل اعضاء اليومافضل 20 عضو
 



الرئيسيةبحـثالتسجيلدخولأحدث الصور
-28%
Le deal à ne pas rater :
-28% Machine à café avec broyeur à grain MELITTA Purista
229.99 € 318.99 €
Voir le deal

شاطر | 
 
 

 التكرار : طريق السلف في الحفظ

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
محبّة القرآن
 
 
محبّة القرآن


الجنس : انثى
المهنه : التكرار : طريق السلف في الحفظ  Collec10
الدوله : والله إذا ما طابت الحياةُ بالقرب من الله فلن تطيب بشيٍ سواه
العمر : 39
عدد المساهمات : 99
تاريخ التسجيل : 07/02/2011
إحترام القوانين : التكرار : طريق السلف في الحفظ  111010
الوسام : التكرار : طريق السلف في الحفظ  117

التكرار : طريق السلف في الحفظ  _
مُساهمةموضوع: التكرار : طريق السلف في الحفظ    التكرار : طريق السلف في الحفظ  Subscr10السبت 11 فبراير - 13:43 

بسم الله الرحمن الرحيم






جَاء في تَرجمة أحمدَ بنِ الفُرَاتِ ( أبي مسعودٍ الرَّازي ) : أنَّه كان يُكرِّرُ كلَّ حَديثٍ خمسَ مائةِ مَرَّةٍ .(1) وقَالَ له رَجلٌ : إنَّا
نَنْسى الحديثَ ؟ فقال : أيُّكمْ يرْجِعُ في حِفظِ حديثٍ وَاحدٍ خمس مائة مرَّةٍ ؟! قَالوا : وَمَنْ يَقوَى عَلَى
هَذَا ؟ فَقَال : لِذاكَ لا تحفظون (2) .

وفي ترجمة (أبي بَكرٍ الأَبْهَريِّ المالكيِّ ) قال : قَرَأتُ مُخْتَصَرَ ابنِ عبد الحكم خمسمائة مرة (والأَسَديةَ ) خمساً وسبعين مرة ، و( المُوَطَّأَ
) كذلك ، و(المَبْسُوطَ) ثلاثين مرة ومختصرَ ابنِ البرقي سبعين مرة
.(3)

هذا وأمثالُه - ممَّا سَنورِدُه إنْ شَاءَ الله - يُبَيِّنُ اِحْتِفاءَ
السَّلفِ والمتقدِّمين بـ( التَّكْرَارِ ) بِوَصْفِهِ طَريقَاً من طُرُقِ
تَحصِيلِ العِلْمِ ،
وسَبِيلاً قَويماً لتَثْبِيتِهِ وعَدمِ نِسْيَانه ، والتَّكرَارُ – أيُّهَا
الموفَّق -: عِبَارةٌ عَنْ تَكريرِ المَحْفُوظِ والمَقروءِ وإِعادَتِهِ
وطُولِ تَرديده ؛
بُغْيَة ضَبْطِهِ وتَرسِيخِهِ ، كَأنْ تَعْمِدَ إلى حِزبٍ من القُرآنِ ، أو
إلى حَدِيثٍ ، أو صَفْحةٍ من المتُونِ فَتَقُومَ بحِفْظِهَا ، ثُمَّ
بتِكْرَارِها التَّكرارَ
الكَثِيرَ ( 50 ، 100 ، 200 ، ...) ، فإِنَّكَ إنْ فَعَلتَ ذَلكَ اِشْتَدَ مَتنُ مَحْفُوظِك ، فَلا تُتعبُك كَثْرةُ المرَاجَعَةِ ولا تُرْهِقُكَ السُّرْعَةُ في
التَّفَلت ، وصَارَ مَحْفوظكَ – في كلِّ وَقْتٍ- قَريبَ الاستِحْضَارِ ، سَهْلَ المرَاجَعَة .

أيُّهَا القَارئُ :
إنَّ مَا وَصَفتُهُ لَكَ ليس بِدْعَاً مِنَ القَولِ ، أو مِثَاليَّاتٍ مِن
الخَيَال ، بلْ هَذَا مَا عَليهِ السَّلَفُ المتقدِّمون والخَلَفُ
الحَاذِقُونَ في الحِفظِ
وَالمطَالعة ، وأَنَا أذكُرُ لك من أقوالهم وأحوَالهِمْ مَا يَكُونُ لَكَ
في دَربِك سِرَاجاً ودَليلاً :
فَقَد رَوَى الخَطِيبُ البَغْدِاديِّ ( في الجَامع 1/238 ) عَنْ عَلقَمةَ قَالَ : اطِيلُوا ذِكرَ الحَديثِ لا يَدْرُس .
وقال عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ: سمعتُ يحيى بنَ مَعِينٍ يقولُ: لَو لم نَكتُب ( وفي لفظٍ: نَسْمَع ) الحَديثَ خمسينَ مَرَّةً
مَا عَرَفنَاه
. ( 4 )

وجَاءَ في تَرْجمة الإمَامِ أبي إسْحَاق الشِّيرَازيِّ أنَّهُ قَالَ : "كُنتُ أُعيدُ كلَّ قِيَاسٍ أَلفَ مَرَّةٍ، فَإذَا فَرغْتُ منه أَخذْتُ
قيَاساً آخَرَ وهَكَذَا ، وكُنتُ أُعيدُ كُلَّ درسٍ أَلفَ مَرَّةٍ فإذا كَانَ في المسْأَلةِ بيتٌ يُسْتَشْهدُ به حَفظتُ القَصِيدةَ
" ( 5 ) .
وكَانَ أبو إسْحَاق يُعيدُ الدَّرْسَ في بِدَايَتِه مِائَةَ مَرَّةٍ
.( كما في المنتظم لابن الجوزي 4/489) .

وَقَدْ قَالَ ابنُ بَشْكُوَال ( في الصلة 1/146 ) في ترجمة أبي بَكرٍ
غَالبِ بنِ عَبْدِ الرَّحمنِ بنِ عَطِيةَ الغرناطي (ت:518) - والدِ ابنِ
عَطِيَّة المفَسِّرِ - : " وَقَرأتُ بخطِّ بعضِ أصْحَابِنَا أنَّه سَمِعَ أبَا بكر بنِ عّطِيَّةَ يَذكُرُ أنَّهُ كَرَّرَ صَحِيحَ البُخَاريِّ سَبعَ مِائةِ مَرَّةٍ " ا.هـ
وكَانَ الحَسن بنُ ذي النُّونِ أبو المَفَاخِرِ النَّيْسَابُوري ( المنسوبُ للمُعْتَزِلَةِ ) (ت : 545 هـ) يقولُ : الشَّيءُ إذَا لم يُعَدْ سَبعينَ مَرَّةً
لا يَسْتَقرُّ
. ا.هـ ( 6 ) . وهَذَا عَلَى وَجْهِ التَّقْريبِ فَقَدْ جَاءَ عَنْهُ أنَّهُ : كَانَ يُعيدُ الدَّرْسَ خَمسينَ مرةً ( 7 )
وقَال الذَّهَبيُّ ( في السِّيرِ 23 /115 ) في ترجمة ابن العَجَميِّ (ت : 642هـ ) : "يُقالُ: أَلْقَى ( المُهَذَّبَ ) دُرُوسَاً خمسَاً وعِشْرينَ مَرَّةً
" ا.هـ .
وَقَالَ السَّخَاوي ( في الضِّياءِ اللامع 2/418 ) في ترجمة عَبدِ الَّلطيف الكِرمَانيِّ الحَنَفِي : " وممن أَخَذَ عَنْهُ الزينُ قاسم والشَّمسُ الأمشاطي
وحَكى لي عنه أنه سمعه يقول: طَالعت (المحيط ) للبرهاني مائة مرة
." والمحيط البرهاني في الفقه النعماني للإمام المرغيناني في فقه الحنفية .
وجَاءَ عن بكر بنِ محمدِ بن أبي الفَضْلِ الأَنْصَاريِّ : أنَّه رُبما كَانَ في ابتداءِ طَلَبِهِ يُكرِّرُ المسْألةَ أربعَ مائة مَرَّةٍ .( 8 ) .
وسُئِلَ يوماً عن مسألةٍ غريبةٍ فَقَالَ : كَرَّرتُ هَذهِ المسْألةَ لَيلةً في بُرجٍ من حِصْنِ بُخَارَى أربَعَ مائة مرة .( 9 ) ،
وُنقِلَ عن ابنِ هِشَامٍ أنَّهُ قَرَأَ الألفِيَّةَ ألفَ مَرَّةٍ .( 10 )

وقدْ كَانَ لصَحِيحِ البُخَاريِّ ومُسْلمٍ عِنَايَةٌ فَائِقَةٌ عندَهُم في التَّكرَارِ ، فقد كَرَّرَهُ بعضُهُم مئةَ مَرَّةٍ ، وستين مَرَّةً وثلاثين
مَرَّةً
...، ولَعلَّ التَّكرارَ عندَهم مُنْصَبٌ عَلَى أُمَّاتِ
الكُتُبِ في كُلِّ فَنِّ كالأحاديثِ والألفيَّةِ والمتُون المعتَمَدة ،
دونَ سائرِ الكُُتبِ التي إما
تقرأ مع الاستظهار وإما تقرأ فقط .

وكَانُوا يَرَونَ أنَّ إعادةَ النَّظَرِ والتَّكرَارِ تُوقِفُ المَرءَ
عَلَى مَا لم يَطَّلِعْ عَلَيهِ سَابقاً ، لا في المطَالَعَة ولا في
الحِفْظِ . قَالَ المزَنِيُّ
– رحمه الله - : قَرأتُ ( الرِّسَالةَ ) خمسَ مِائة
مَرَّةٍ، مَا مِنْ مَرَّةٍ إلا واسْتَفدتُ مِنْهَا فَائِدَةً جَديدَةً.
وقَالَ أيضاً: أَنَا أَنْظُرُ في (
الرِّسَالةِ ) من خمسينَ سَنَة ، مَا أعْلمُ أنِّي نَظَرتُ فِيهَا مَرَّةً
إلا استفدتُ مِنْهَا شَيئاً لم أكُنْ عَرَفْتُهُ
( 11 ) .

وكان التَّكرَارُ عندَهم إِمَّا بالعَدِّ وإمَّا بالزَّمَنِ ، وكُلُّ طَريقةٍ لَهَا مَزِيَّةٌ .
قَال ابنُ الأثيرِ في المَثَلِ السَّائِرِ 1/46 : " وكُنتُ جَرَّدتُ من الأَخْبَارِ النَّبَويَّةِ كِتَابَاً يَشْتَمِلُ عَلَى ثَلاثةِ آلافِ خَبرٍ
كُلُّهَا تَدخُلُ في الاسْتِعمَالِ، ومَا زِلتُ أُوَاظِبُ عَلَى مُطَالَعَتِهِ مُدَّةً تَزيدُ عَلَى عَشْر سنين ، فَكنتُ أنهي مُطَالعتَه في كلِّ أسبوعٍ مَرَّةً
حَتَّى دَارَ على نَاظِري وخَاطِري ما يزيدُ على خمسِ مائةِ مَرَّة ٍ
، وصَارَ محفوظاً لا يَشُذُّ عَني منهُ شَيءٌ
" .
وهذا الذي ذَكَره ابنُ الأثير : أنه لا يَشُذُّ عنه منه شيءٌ = هو مَزِيةُ
التَّكرَارِ وفَائِدَتُه ، فإنَّ الشّيءَ إذا أُعيدَ مَرَّاتٍ كثيرةٍ صَارَ
النِّسيانُ فيه
قليلٌ ، والخَطأُ فيه نَادرٌ . وأنتَ تَرى ذلك في شُؤُونِكَ كُلِّهَا ،
فالطَّريقُ الذي تَسلُكُهُ في اليومِ مَرَّاتٍ تجد أنَّك قد خَبَرتَه
وعَرَفتَه ، بتَفَاصِيلِه
ودَقَائِقِه .

والتَّكرارُ – أيضاً - دَأبُ كثيرٍ من الفُضَلاءِ المعَاصِرينَ ، بل هُوَ
المعتَمَدُ في بَعضِ الأَقْطَارِ كَمَا هو مُشتهٌر عن الشَّنَاقِطَةِ ،
وَأَخبَارُهم في هذا
تَطُولُ . ( 12 )


أيُّهَا المبَاركُ :
هذا الذي وَصَفتُـهُ لكَ هو الأصلَحُ لغَالبِ طَلَبةِ العلمِ والمهتَمِّينَ
به ، وأمَّا من رَزَقه الله ذَاكِرةً قَويَّةً مَتِينةً بحيثُ يحفظُ
سَريعاً ويَنْسى
بَطِيئاً فَهَذا نَادِرٌ لا يُقَاسُ عَليه ، وقَليلٌ لا يُنَبَّه عَلَيه ،
وأمَّا جُلُّ الناسِ فالتَّكرارُ لهم هو : الأصلح . بَلْ قد يُقالُ : طُول
تَرديد العلم وتكراره
يَحتَاجُه سَرِيعُ الحِفظِ أيضاً، وهذا ظَاهرُ صنيعِ حُفَّاظِ المسلمين ،
كالبُخَاري وغيره .

وتَكرارُ المحفوظِ يُعين على ضَبطِه وثَبَاته ، ويُعين – أيضاً – عِندَ
المراجعة ؛ لأنَّ الإنسانَ قد تَعتَرضُه الأَعمالُ فيبتعدُ عن مَحفوظَاتِه ،
فإنْ كانَ قد أَدامَ
تكرارها في أوَّلِ حِفظهِ سَهُلَ عليه استِرجَاعُها ، وقدْ رأيتُ من
أصحَابِ الحفظِ السَّريعِ مَنْ يُعاني في المرَاجَعةِ كالمعَانَاةِ في
أوَّل الحفظ بل أشدُّ ، حتى
إنَّ بعضهم : يخيل إليه أنه مَا مرَّ على حافِظَته منه شيء .

فمن ترك التكرار زاهداً به ، معتقداً أنَّ الحفظَ السَّريعَ كَافٍ في
رُسُوخِ المحفُوظِ فَهَذَا يُسْرِعُ إليه النِّسيانُ ، وتصعُب عليه
المراجَعةُ ، ولو ظنَّ أوَّلَ
أمْرِهِ أنَّه مُتقنٌ ، كَحَال العَجُوزِ التي ذَكَرَ خَبَرَها ابنُ
الجَوزِيِّ فَقَالَ : " وحَكَى لنَا الحَسَنُ - يعني ابنَ أبي بَكر النَّيسَابُوري-
أنَّ فَقِيهاً أعَادَ الدَّرسَ في بَيتِهَ مِرَاراً كثيرة ، فقالت لَهُ عَجُوزٌ في بيته : قد والله حفظتُه أنا ، فقال : أَعِيدِيهِ فأعادته، فَلَمَّا كانَ بَعدَ
أيَّامٍ ، قال : يا عجوزُ أعيدي ذلك الدَّرسَ ، فقالت: ما أحفظُه ، قال : أَنَا أُكرِّر لئلا يُصيبني مَا أَصَابَك
" ( 13 ) .
وقد رَأينا من طُلابِ العِلمِ من يَقِفُ عن التَّعَلُمِ والطَّلَبِ بعدَ
طُولِ سَيرٍ ، فإذا سألتَه قال : لم أُحَصلْ شَيْئاً ، ولا يَبقَى من حِفظي
شيءٌ ؛ لأنَّه أَدمنَ
الحِفْظَ السَّرِيعَ وأُولِعَ بِهِ ، فَصَارَ كالمُنْبَتِّ ... ، وبعضُهم
يَنسى العلمَ ، ويرجعُ شِبهَ عَاميٍّ في سَنَةٍ إنْ هو شَغَلَتهُ
الشَّوَاغِلُ عن حفظه وقراءته ؛
والعِلَّةُ : الحفظُ السريعُ .

وهَذا مما يُفَسِّرُ لك – أيُّهَا الموَفَّقُ – أمرين هَامَّين : أحدها :
انتشَارُ الثَّقَافةِ السَّطْحيةِ ، وغِيابُ العلمِ المؤَثَّلِ الصَّميمِ ،
فإنَّ السَيرَ
عََلى التُؤَدةِ يَقطعُ الهِمَمَ ، ويُتعبُ العَجُولَ ، والثَّاني : نُدرةُ
العًالم الموسُوعي ، إذِ الطَّالبُ يفني العمرَ في الفَنِّ والفَنَّينِ
علَّه أنْ يستَبقِي
حِفظَه ، ويُلِمَّ بأطرَافه ، فإنْ رَامَ الغَوصَ والتَّعَدُدَ أتعَبَه
بناءُه الوَاهنُ وأسَاسُه المتَصَدِّعُ . وهذا هو الذي جعل سلَفَنَا –
والله أعلم – ينهَجُون هذا
المسْلَك ، ويأخذون به .

والتَّكرارُ وإنْ كَانتْ تَصْحَبُه بَعضُ السَّآمةِ ويُلازِمُه التَّرَيثُ ،
فإنَّه أَبقَى في الذِّهنِ ، وأثبت في الحافظة . ولَئِنْ أسرَعَ المرءُ في
الحفظ
ليَتَأخَّرنَّ في المراجعة ويتعبَ ، كما ثَبَتَ ذلك في التجربة ،فإنَّ
الحفظَ السَّريعَ يُوهمُ الإنسانَ بـ( كثْرةِ التَّحصِيلِ ) وأنَّـه به
يَخْتَصرُ العلمَ ، ويُدركُ
بالزَّمنِ اليسير ، فإذا عَادَ الطَّالبُ إلى هَذا الحفظِ وَجَدَ أرْضَاً
قاعاً ، وبناءاً مُتَصَدِّعَاً . وفي المثل : رُبَّ عَجَلَةٍ تَهَبُ
رَيْثَاً ( 14 ) ، فإذا جمَعَ
المرء بينَ التَرديدِ والتَّكرارِ وبين المراجعة المستمرَّة - ولا بُدَّ-
فهو المؤَمَّلُ والغَاية .


وقد كنتُ في أَوَّلِ طَلبي للعلم أجِدُ مَشَقةً في بَقَاءِ الحفظِ
ودَوَامِهِ مع حَافظَتي الجيِّدةِ ، فَلمَّا عرفتُ هذا المسلكَ ،
واقْتَعَدتُ هَذهِ الطَّريقةِ
يَسَّرَ الله لي ما كنت إليه أصبو ، وفيه آملُ ، ورأيتُ أنَّ البَونَ
شَاسِعٌ، والشُّقةَ كبيرةٌ .

وقد جَرَّبَ التكرارَ عشراتُ الطُلاب في حِفظِهم للقُرآنِ ممن أعرفُهم
فوجدوا فيه الغَايَة ، واستغْنوا – بَعونِ الله- ثمَّ به عن كُلِّ طَريقةٍ
وكُلِّ ( دَوْرَة ) ...
وقد جَّربَه الفَقِيرُ إلى الله في القُرآنِ وفي المتُونِ والمنْظُومَاتِ
والقَصَائِدِ فلم أرَ قطُّ أَحسنَ منه ، ولا أشدَّ تثبيتاً ... كيفَ لا ؟!
وأنتَ تُعيدُ الوجهَ من
القرآن ، أو الصَّفْحةَ من العِلمَ مائةَ مَرَّةٍ ؟ أَفَتَرَى ذلك يَعدلُ
من أَخذَهُ في عُجَالَتِه ، وَنَقَشَهُ من سَاعَتِه ؟! .

فهَذِهِ – أيُّها القارئ – نصيحةُ أخٍ قد جرَّب الطريقةَ وحَلَبَ شَطْرَهَا
( 15 ) ، فاشدُدْ عليها يَدَكَ ، واعزِم عَلَى الأخذِ بها بقُوَّةٍ ، وإنْ
أتعَبَك هذا الطريقُ
فلا تنسَ أنَّهُ طَريقُ من قَبْلَكَ ، وأنَّهُ ( لا يُستَطاعُ العلم بَراحةِ الجسْمِ ) ، ومن لَزمَ الصَّبرَ أفلحَ ، وصَبرُ ساعةٍ أدومُ للراحةِ .
قَالَ الشَّاعرُ :

وقَلَّ مَنْ جَدَّ في أَمْرٍ يُطالِبُهُ ... فاستَصْحَبَ الصَّبْرَ إِلاَّ فاز بالظَّفَر ( 16 )


وقال : ( 17 )

اخلقْ بذي الصبرِ أن يحظى بحاجته ... ومدمن القرعِ للأبوابِ أن يلجا


وقال الآخَرُ :

فالصبرُ مفتاحُ النجاحِ ولم نجدْ ... صعباً بغيرِ الصبرِ يبلغُهُ الأملْ


*****************




والحمد لله في الأول والآخر ، وصلى الله على النبي المصطفى وسلَّم
 الموضوع : التكرار : طريق السلف في الحفظ   المصدر : منتدياتمحبّات القرآن  الكاتب:  محبّة القرآن
 توقيع العضو/ه : محبّة القرآن

 لا عزة إلا ... بكتاب وسنة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محبّة القرآن
 
 
محبّة القرآن


الجنس : انثى
المهنه : التكرار : طريق السلف في الحفظ  Collec10
الدوله : والله إذا ما طابت الحياةُ بالقرب من الله فلن تطيب بشيٍ سواه
العمر : 39
عدد المساهمات : 99
تاريخ التسجيل : 07/02/2011
إحترام القوانين : التكرار : طريق السلف في الحفظ  111010
الوسام : التكرار : طريق السلف في الحفظ  117

التكرار : طريق السلف في الحفظ  _
مُساهمةموضوع: رد: التكرار : طريق السلف في الحفظ    التكرار : طريق السلف في الحفظ  Subscr10السبت 11 فبراير - 13:43 

وكتبه :
ابن المهلهِل

قلتُ (سعيد): حفظك الله ورعاك وحياك وأتم عليك النعمة وأحسن لك الخاتمة ، لا فض فوك ، جمع حاذق أريب.





ـــــــــــــــــ
(1) تهذيب التهذيب 1/58 .ط. المكتبة الشاملة ، وما يأتي أيضاً .
(2) تهذيب الكمال للمزي 1/424 .
(3) ترتيب المدارك وتقريب المسالك للقاضي عياض 1/427 ، والديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب لابن فرحون 1/ 137.
( 4 ) تاريخ دمشق 14/65 ، وسير اعلام النبلاء للذهبي 11/84 ، و4/342
(5) سير أعلام النبلاء 18/458 ، وطبقات الشافعية الكبرى 4/115 ، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/38 .
( 6 ) المنتظم 5/170 ، ولسان الميزان 1/288 .
( 7 ) النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لابن تغري بردي 2/82 .
( 8 ) البداية والنهاية 12/227 .
( 9 ) المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي 9/201 ، وسير أعلام النبلاء 19/416
( 10 ) تاريخ الجبرتي 2/150 .
( 11 ) تهذيب الأسماء واللغات للنووي 1/59 .
( 12 ) مقال : لماذا الشناقطة يحفظون ؟ لمحمود بن محمد المختار الشنقيطي .
( 13 ) الحث على حفظ العلم صـ 44 ــ .
( 14 ) يضرب للرجل يشتد حرصه على الحاجة فيخرق فيها ويفارق التؤدة في
التماسها فتفوته وتسبقه ، وله قصة . انظر جمهرة الأمثال للعسكري 1/ 482 ،
ومجمع الأمثال للميداني 1/294 .
( 15 ) مأخوذ من المثل : حَلَبَ الدَّهْرَ أَشْطُرَهُ ، وهو مستعارٌ من
حَلَبَ أَشْطرُ الناقة وذلك إذا حلب خِلْفَين من أخلافها ثم يحلبها الثانية
خِلْفَيْن أيضاً . والمعنى
: أنه اخْتَبَر الدهْرَ شطري خيره وشره فعرف ما فيه . يضرب فيمن جَرَّبَ
الدهر . جمهرة الأمثال للميداني ، رقم : 1033
( 16 ) اختلف في نسبة هذا البيت ، فنسبه ابنُ قتيبة مع أبيات أُخَر لمحمد
بن يسير ( الشعر والشعراء 1/194 ) وقد يقال : بشير ، ونسبه غير واحد إلى
علي بن أبي طالب كما في المحاسن
والمساوئ 1/204 ، والتذكرة الحمدونية 2/25 .
( 17 ) هو لمحمد بن يسير أيضاً كما في الشعر والشعراء 1/194 ، والأغاني 14/43 .
 الموضوع : التكرار : طريق السلف في الحفظ   المصدر : منتدياتمحبّات القرآن  الكاتب:  محبّة القرآن
 توقيع العضو/ه : محبّة القرآن

 لا عزة إلا ... بكتاب وسنة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 

التكرار : طريق السلف في الحفظ

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

مواضيع مماثلة

+
 
 
(( تذكرى جيداً: يمنع وضع صور ذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنع الاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 1 من اصل 1

تذكرى قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى محبّات القرآن :: o.O°¨ تحفيظ القرآن الكريم ¨°O.o :: قسم كيف تحفظ القرآن الكريم-
 

Powered by quran.new-forum.net® Version phpbb2
Copyright © 2012

تصميم منتدى محبّات القرآن